كرسي اليونسكو للمياه


deen-Profile-Image

 

في الماء وجودنا وسر حياتنا .. " وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيءٍ حَي" .. تتجلي عظمة الماء كون أن الرحمن إتخذ عرشه علي الماء .. " وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا" .. صدق الله العظيم

يشغل الماء حيزا من اليابسة يبلغ 71% من مساحتها تتوزع بين المياه العذبة والمالحة التي توفرها المحيطات والبحار والبحيرات والأنهار، فبدون الماء لا توجد حياة، فهذا المصدر الحياتي الذي لا غناء عنه تحيط به من التحديات ما جعل شعوب العالم تهتم بإيجاد السبل الكفيلة للمحافظة عليه وتحسين إدارته، وأصبحت قضايا المياه تطرق بإلحاح في كل مجتمعات العالم الأول والثالث علي حدٍ سواء ودون إستثناء. فمياه العالم عرضة للضغط المستمر بسبب الطلب المتزايد عليها لإستخدامها في أنشطة الإنسان العديدة والمتنوعة مع تنامي عدد سكان العالم مما ألحق بها وبالمنظومة الإيكولوجية ضرراً بالغاً مضافاً إليه التغييرات الحادثة علي كوكب الأرض نتاج تغير المناخ الذي أحدث إنقلاباً كونياً وإنعكس سلباً بدوره علي دورة المياه وتوزيعها في أنحاء العالم بين ندرة ووفرة وجفاف وفيضانات مدمرة. كل ذلك دق ناقوس الخطر منبها العالم إلي خطورة أنشطة الإنسان وأثرها علي البيئة والمياه مما حدي بدول العالم أن تتداعي للإجتماع في مؤتمر الامم المتحدة للبيئة والتنمية الذي أنعقد في ريودي جانيرو بالأرجنتين في العام 1993 للتفاكر حول أكثر القضايا إلحاحاً تلك التي تتعلق بمصير الموارد المائية الكونية وإرتباطها بقضايا البيئة وأثرها علي التنمية. وكانت من مخرجات المؤتمر بيان مبادئ الغابات، إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وإتفاقية التنوع البايولوجي. وتوجت هذه القمة بالحدث الأهم وهو إعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 22 مارس من كل عام يوماً عالمياً للمياه لجذب الإنتباه إلي أهمية  المياه والدعوة إلي الإدارة المستدامة للموراد المائية.

منظمة اليونسكو وكجزء من مجهوداتها في نشر الوعي والمعرفة  وتعزيز التعاون بين الدول والعلماء والخبراء وقطاعات المياه العالمية أنشأت كراسي اليونسكو كمراكز بحثية بالجامعات في مختلف التخصصات العلمية وكان نتاج ذلك إنشاء كرسي اليونسكو للمياه بجامعة أم درمان الإسلامية في العام 1994 كمركز علمي بحثي يعمل في مجال تنمية وإدارة الموارد المائية وتنمية القدرات علي المستوي المحلي والإقليمي والعالمي.

عمل الكرسي ومنذ إنشائه علي تحقيق أهدافه المتمثلة في أن يكون مركزاً للتميز لترقية وتعزيز الإدارة المتكاملة والمستدامة للموارد المائية والمحافظة علي البيئة، وتشجيع البحث والإبتكار وتطويره في مجال الموارد المائية، ووضع الإستراتيجات والبرامج لتدريب العاملين في هذا القطاع، وإنشاء دراسات عليا في هذا المجال، والإهتمام بالتوثيق والنشر وجمع البيانات وبناء قواعد المعلومات المائية، وخدمة المجتمع والمساعدة في معالجة المشكلات المتعلقة بالمياه وتوزيعها وجودتها، ومن خلال تقديم الخدمات الإستشارية في مجال أنشطة الكرسي.

ولتحقيق هذه الأهداف إعتمد الكرسي علي عدد من الوسائل منها

( أ) تجميع للعاملين في مجالات تنمية وإدارة الموارد المائية بالسودان لتوحيد الجهود وتبادل الخبرات

(ب) تنسيق العمل البحثي مع المؤسسات ذات الصلة بالمياه.

(ج) فتح مجالات التعاون مع المنظمات المحلية والإقليمية المهتمة بقضايا المياه من خلال السمنارات والندوات وورش العمل والمؤتمر المحلية والإقليمية.

(د) تكوين فرق من الخبراء والباحثين للتصدي لمشاكل المجتمع المتصلة بمجالات المياه.

(هـ) من خلال تطوير نظام لتبادل المعلومات وإنشاء شبكات ومنصات محلية وإقليمية.

(و) وتصميم البرامج التدربية القصيرة لتأهيل الكادر العامل في قطاعات المياه.

وكانت من ثمرات مسيرة الكرسي التي إنتظمت لأكثر من 25 عاماً، عدداً مقدراً من الخرجين المؤهلين والذين يتجاوز عددهم المئتي خريج في مختلف تخصصات الدراسات العليا بالكرسي علي مستويات الماجستير والدكتوراة، والذين تبوأوا  مناصب قيادية في مؤسسات الدولة العاملة في قطاع المياه بالسودان، وفي المنظمات المحلية والإقليمية  والعالمية المهتمة بمجال الموارد المائية والبيئة. ومن خلال الخبرات العلمية والبحثية المتراكمة إستطاع الكرسي أن يبني سمعة طيبة وموثوقية بفضل كادره ذو التأهيل والكفاءة العالية وإنجازاته من  الدراسات والمشروعات البحثية المميزة.